المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

تعمريات- عن أسباب زيادة التوقع العمري للشعوب

من نقاش في نوفمبر ٢٠١٨

بحسب منظمة الصحة العالمية ودراسات حكماء الصحة فإن أهم سبب لزيادة التعمر Ageing في العالم هو تحسن الصحة العامة للشعوب مثل إجراءات تحسن التطعيمات وتحسن غذاء الشعوب وتحسن أحوالها المعيشية مثل السكن والشرب والصرف الصحي.

وليس السبب ما يظنه العامة وبعض الأطباء من تقدم في بعض نواحي علاج الأمراض.

ولهذا يزعم المهندسين البيئيين environmental engineers وأطباء الصحة العامة public health physicians أنهم سبب التعمر. وهذا الزعم صحيح في غالب الأمر.

أما عن تقدم بعض علاج الأمراض، فهو يمس بعض الأفراد المصابين بالأمراض وليس كل المصابين. وطبعاً نظم الرعاية الصحية بها فجوات رعاية gaps of care يسقط فيها المرضى ويضيعوا.
مثلا لدينا (ولدى كل العالم) تقدم رهيب في الرعاية المركزة وجراحات القلب. لكن كل العالم يعاني من وجود نقص في عدد التمريض وفي جودة التمريض، مما يؤثر بشكل جدي في الخدمة المقدمة. وأيضاً الرعاية داخل المستشفيات يمكن الحفاظ عليها ممتازة. لكن المتابعة بعد المستشفيات وعمل الفحوصات والرعاية في المجتمع مثل الرعاية المنزلية سيئة جدا في كل دول العالم مثلا في أمريكا وغالبية الدول الأوروبية لا تحصل على مستويات عالية من الرعاية المنزلية إلا لحالات قليلة قد تكون بالواسطة أو تدفع من جيبك. والرعاية المنزلية زفت وطين في الدول النايمة.
إذا تحدث حكماء عن مشكلة ما (مثلا الإرهاب أو الفشل الكلوي) نراهم يتحدثون عن تجفيف المنابع وليس عن المكافحة.

يولد المرء بكليتين ويحتاج نصف كلية فقط ليعيش دون أن تظهر عنده أعراض فشل كلوي يحتاج للغسيل.
تمهور وظائف الكلى (مثل كل أعضاء الجسم تقريباً) يبدأ حول عمر ٣٠ عام. لكن حبانا الله (أحسن صانع في الوجود سبحانه وتعالى) بإحتياطي كبير هو أربع أضعاف ما نحتاجه لنعيش ونموت مستورين.
حدوث الفشل الكلوي معناه تآكل الإحتياطي وهو كلية ونصف. وتآكل قدرة النصف كلية المتبقية.

التعمر لا علاقة له بالفشل الكلوي. وما يسمى بزيادة خدمات الرعاية الصحية، مفترض منه إنخفاض الفشل الكلوي.
مثلا تحسن تطعيمات الجدري والحصبة والملاريا والتغذية، قضى على هذه الأمراض والبلاجرا والكواشيركور وغير ذلك مما شكل أعباء رهيبة للشعوب.

في العصور الماضية في مصر  (تقريباً منتصف حتى عصر السادات) كان وزراء الصحة يتم إختيار هم من أقسام الصحة العامة (طب المجتمع حاليا) من القصر العيني غالبا. لدرايتهم بالمشاكل الصحية للمجتمع ومعرفتهم لوبائيات الأمراض وكيفية مكافحتها والرعاية الصحية الأولية.
وفي الدول المحترمة يحتاج العاملين في وزارة الصحة لماجستير في الصحة العامة وليس ماجستير في إدارة الأعمال. دون التقليل من أهمية ماجستير إدارة الأعمال لبعض مستويات الإدارة في القطاع الصحي.

ولا حول ولا قوة إلا بالله
ربنا يصلح حال بلدنا ويفرجها علينا.