المشاركات الشائعة

الأربعاء، 31 يوليو 2019

طبيات: زيارة الطوارئ المنزلية

يخلط الكثير من الناس بين زيارة الطوارئ المنزلية وبين الرعاية طويلة المدى للطب المنزلي.

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

تعمريات- الجانب الآخر من الإختلاط/الهذيان

طبيب رعاية مركزة خمسيني نرويجي يحكي عن رحلته في عالم الإختلاط/الهذيان، عندما أصيب بنوبة إلتهاب مسالك بولية شديدة وتم حجزه في مستشفاه وأصابه الإختلاط بقوة.

الأحد، 28 يوليو 2019

طبيات: سرعة القفز لإستنتاجات وأحكام مسبقة من النظرة السريعة

نموذج
وهذا يوضح أحد جوانب قصور العقل البشري.

تعمريات: جرس الإنذار في الحمام

قد يعاني المسن أو غيره من الفئات الخاصة من أي إشكالية وهو بالحمام، سواء الحاجة لمساعدة على الحركة أو لو حدث له سقوط لا قدر الله.
ينصح أن يكون باب الحمام متاح للفتح من الخارج.
مثلا هذا الجرس ذو الحبل الطويل، سهل الشد من مستويين. المستوى العادي ومستوى شخص سقط على الأرض.


السبت، 27 يوليو 2019

تعمريات- عن أد معتصم صلاح عامر رحمة الله عليه

هذا العام توفي لرحمة الله أد معتصم صلاح عامر أستاذ الطب الباطني وطب المسنين (1947-2019).

سأحكي عن ذكرياتي الخاصة معه وعن ما أعرفه بهدف تسجيل مجهوده ليكون مثال للأجيال الجديدة والقادمة.

إنضم أد معتصم صلاح عامر لقسم طب المسنين عندما كان مدرسا بالطب الباطني بكلية طب عين شمس، بوحدة الجهاز الهضمي وهي الوحدة التي إنتمى لها أد محمدصبور من الجيل الأول لمؤسسي طب المسنين. لا أدري إن كان د محمد صبور قد رشحه أو أقنعه للإنضمام لطب المسنين. وهو الجيل الثاني من نفس جيل الأساتذة د عبد الفتاح طه ويحيى مهران ومحسن ماهر. ودعمه أد عاشور بتيسير تدربه على طب المسنين مع الجيل الثاني في جامعة مينيسوتا بإتفاقية الفولبرايت.
ويبدو أنه وجد في تخصص طب المسنين عشقه وذاته فمنحه باقي عمره وحياته بسخاء. فشارك في إتمام تأسيس القسم. وأزعم أنه وراء تأسيس الجانب العلمي للباطنة العامة والقلب بقوة في قسمنا دون تفريط أو إفراط. مع إهتمامه الكبير بكل جوانب طب المسنين، ومنها علوم التعمر. وكنت أتعجب من قوة علمه ومعرفته بمقاييس القدرات المعرفية وتبحره في مرض الدمنشيا.
وقد إستلم رئاسة القسم بعد أد محمد حسن البانوبي.
وأسست الرعاية المركزة لطب المسنين في عهده بمساعدة آخرون.



بعض الذكريات معه:
*أتذكر كلماته التي قالها في حفل خروجه معاش (وقت تصوير الصورة الشهيرة للثلاثة لأساتذة الجيل الثاني بعد أد عاشور رحمة الله عليه) موجها كلامه لكل الأجيال الجديدة الحاضرين للإحتفال: "لكل شئ شروق وغروب، وأنا في غروبي الآن. أنتم في الشروق، حافظوا على القسم وإستمروا في حمل الأمانة".

*يتذكره كثير من خريجي طب عين شمس فقد كان يصر بنفسه على تدريس جزء من منهج طلبة البكالوريوس أثناء كورس طب المسنين، ويطبع مذكرة صغيرة عن طب المسنين على نفقته ويوزعها مجانا على كل الطلاب. وكانت مصدرا معرفيا مهما في زمن لم يكن هناك مصدر علمي عن طب المسنين لقراءته.

كان مثال على الإنضباط والإلتزام. كل يوم سبت له مرور Grand round ثابت صباحي على كل حالات الرعاية المركزة لطب المسنين GICU (عندما كنا المبنى القديم بسعة 9-11 سرير). ثم يترأس بعده النادي الأدبي لطب المسنين Journal club. وكان يقرأ كل المقالات التي ستعرض ويناقش بعمق من يعرضها.
وكل يوم إثنين كان المؤتمر الإكلينيكي الأسبوعي clinical cases conference لعرض بعض الحالات ومناقشتها. وكان يذهلنا بما يستطيع إكتشافه من علامات في المرضى مثلا بسماعه لغط القلب البسيط بسبب مشاكل الصمامات. رحم الله ذلك الجيل الذي تعلم الدقة في العلامات السريرية Physical examination skills وتمتع بحساسية عالية يصدقها الفحوصات مثل السونار والإيكو.

وسمعنا أنه كان يمر من قبل سابقا على القسم الداخلي القديم كل يوم سبت بعد الرعاية (كان بسعة حوالي 21 سرير) حتى أصيب في قدمه. 

وكان صاحب عزيمة ومثابرة وإصرار وتفاني جبار ولم يمنعه من الحضور لتلك الأنشطة العلمية لا حر ولا برد ولا زحام مروري ولا مطر ولا حتى إضطرابات ثورة أو خلل أمني بعد ٢٠١١. رحمة الله عليه لم يتغيب عن تلك الأنشطة إلا مرات قليلة تعد على أصابع يد واحدة حتى قرب مرضه الأخير.

وكان رجل علم ذو ذاكرة ممتازة, يعشق المعرفة، فكان يناقش ويربط كل المقالات التي تعرض في النادي الأدبي لطب المسنين بمهارة كبيرة يحسد عليها. وكان متواضع فلا يخجل من تصحيح معلومة أو رأي سابق قاله أو الرجوع في دعم أي شخص لم يثبت إستحقاقه العلمي لدرجته.
وحرص على معرفة كل جديد من فحوصات أو علاجات أو أدوية والتعريف بها في النادي الأدبي، حتى كأنك تتعامل وتحتك علميا بالغربيين. وظهر ذلك جليا عند عملنا في أي مكان خارج قسمنا أو حضور أي دورة أو مؤتمر والإحتكاك بالأجانب. جزاه الله عنا خيرا.
أسست الرعاية المركزة لطب المسنين في عهد أد محمد البانوبي. وأعتقد أنه كان يعتبرها إبنته التي لم تولد. وكان يمر على كل حالاتها تليفونيا مع الأخصائي أو الإستشاري النوبتجي يوميا وقت المغربية. ويقدم خبرته ودعمه بعطاء كامل.

في عهد رئاسته للقسم كان أول مشروع لإنشاء وتطوير مراكز/وحدات طب ورعاية المسنين في وزارة الصحة. (مقالة منشورة عن المشروع).

كما قبل بمشاركة منهج الدراسات العليا الخاص بنا مع طب المنصورة وتسجيل رسائل ماجستير ودكتوراة عندنا لأعضاء هيئة تدريس من طب المنصورة لدعمهم في إنشاء قسم طب المسنين لديهم. وقد علمت ذلك لأني رددت بنفسي في أحد الأيام على أد عبد العزيز السوم عندما طلب تليفونيا قسمنا على تليفون الرعاية المركزة حوالي عام 2005-2006. ثم قابلته شخصيا في مالطا عام 2007.

كان رجل نزيه من أسرة كريمة. لم ينغمس في ممارسة الطب في القطاع الخاص ولا في عيادة خاصة. وكان يتدخل بنفسه وبعلاقاته لحل مشاكل القسم ويحمل همومه بلا كلل أو ملل. ولا يتحرج من النقاش بحدة مع أي مستوى بالإدارة لتحصيل حقوق المرضى المسنين أو القسم أو الرعاية المركزة. كنت أراه كالأسد الهائج يناضل إدارة المستشفى أو رؤساء الأقسام الآخرين أو الإدارة الهندسية أو شركات توريد وصيانة أجهزة الرعاية المركزة. ولم يستغل أحد يوما ما أبدا. وكان نعم المحامي/المناصر Health advocate عن المسنين وعن طب المسنين.

كان كثير الصدقات في السر والعلن. وحريص على تحسين الخدمات من جيبه. أتذكر سعيه بشدة لإدخال تلفيزيونات للمسنين في عنابر القسم الداخلي الثلاثة بالقسم القديم. وكان عملا سابقا لعصره في ذلك الوقت.

كان يقوم ببناء أجيال لتخلفه وبناء القدرات Building capacities، فكان يشترك في كل المجلات العالمية على حسابه الخاص. ويمد بها الجميع لتحضير محاضرات النادي الأدبي لطب المسنين. وكان يحرص على حفز ودعم المدرسين المساعدين والمدرسين لإلقاء المحاضرات في المؤتمرات السنوية للكلية وغير ذلك من أنشطة. 

وقد تدخل بنفسه أكثر من مرة لإيجاد فرص تثبيت لبعض الأطباء المقيمين المجتهدين بعد إنتهاء فترة نيابتهم للتعيين كأعضاء هيئة تدريس بالقسم. وذلك إيمانا منه ببناء القدرات. وقد تدخل وحارب بنفسه لزيادة عدد الأطباء المقيمين المعينين بالقسم ليصبحوا ثمانية سنويا (أربعة دور أول وأربعة دور ثاني).

كان صديقا للتكنولوجيا ويحرص على تعلم الجديد، مثل أجيال المحمول واللابتوب لتحصيل العلم والدخول على الإنترنت.

كان رجل علم من الطراز الأول منذ نشأته وقد نشر مقالات في مجلات عالمية منذ زمن قديم في صغره، مثلا مع د عبد الفتاح طه. وكان البعض يشعر أحيانا ببعض الضيق منه لدفعه الزملاء بالقسم لنشر المقالات العلمية في مجلات دولية من أعلى مستوى حسب إستطاعتهم. وقد إستمر عضو دائم في لجنة الترقيات لسنوات متعددة بفضل مجهوده العلمي.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/?term=Amer%20MS%5BAuthor%5D&cauthor=true&cauthor_uid=24433370

أول مقالة عالمية له نشرت عام 1983
J Egypt Soc Parasitol. 1983 Dec;13(2):423-7.
Serum beta-2-microglobulin in intestinal and hepatosplenic bilharziasis.
Nasser HE, Amer MS, Taha MA, Shawkat A, Abo-Elmaged L, El Missiry AG, Khalil I, Schoukry NA, Abdel Mohsen A, Soliman H.

PMID: 6363570 [Indexed for MEDLINE]
(يجب الإنتباه لوجود تشابه بين إسمه وإسم M Samir Amer الذي إنتمى لجامعة الإسكندرية وبدأ نشره الدولي حوالي عام 1965).

وكان مُصراً على دعم التطور العلمي للزملاء بالتمويل والتمكين. مثلا بحضور دورة أساسيات الرعاية المركزة FCCS في وحدة شريف مختار في القصر العيني.
وكان به حزم في آراءه قد يضايق البعض أحيانا، لكنه كان ذو رؤية مستقبلية وإستشراف وقدرة على قراءة شخصيات  الناس. ويقدم مصالح القسم والتخصص على مصالح الأفراد.

كان متفتحا وداعما للآخرين، أتذكر بعض الأشياء التي دعمني وآخرين في عملها في وقت رئاسته للقسم: إنشاء سجل للمرضى Patient database، إنشاء دورة أساسيات طب المسنين لللأطباء ولمقدمي الخدمات الصحية وللرعاة (مع د إكرامي ود منار)، تمكين الإستفادة من جهاز سونار بإستخدامه لحالات القسم والرعاية المركزة، تمكين إنشاء شبكة داخلية Intranet وتوصيلها بشبكة إنترنت الجامعة (مع د محمد شوقي) (وقد إستفاد منها العديد من الزملاء للوصول للمقالات العلمية لبحوثهم ورسائلهم)، دعوتنا أد بيتر ميلارد الرئيس السابق للجمعية البريطانية لطب المسنين لإلقاء محاضرة بقسمنا (مع د تامر فريد) ، دعوة لورا إيفنجر أخصائية العلاج الوظيفي لإلقاء محاضرة بقسمنا ومحاولة تأسيس تلك الخدمة فيه، حرص على ترشيح النواب للدورات العلمية وتمكينهم من ذلك وكان متفتحا لحضور أي دورة علمية بما لا يؤثر على سير العمل أو يجني على حقوق الآخرين (وقد وافق في عهده على حضوري دورة مالطا ودورة طب تلطيفي ودورتين سونار على حسابي الشخصي، ورشح ومكن آخرون من الحضور معي)، وفي عهده وافق على إنتداب بعض الأطباء المقيمين للأقسام الأخرى لبناء القدرات.



كان نموذجا للتعمر النشط ولقوة عزيمة ذووي الهمم في الإستمرار في أنشطتهم في الحياة والعطاء للمجتمع والإندماج وعدم الإنعزال.

كان زاهدا في بريق الإعلام وأضواء ولمعان الشهرة. بل وحتى المنابر العلمية من مؤتمرات وأيام إحتفالية، فيقوم بترشيح جيل جديد لتمثيل قسمنا وتخصصنا فيه. وربما كان لذلك بعض الأثر الجانبي مثل عدم تبني عمل أيام علمية أو مؤتمرات عن طريق جمعية طب المسنين. لكن ذلك جعل الجيل الثالث ينضج بسرعة ويتحمل المسؤولية مبكرا.

لم ينغمس في السياسة لا قبل ولا بعد ثورة ٢٠١١ ولم ينضم لأي أحزاب، رغم حرصه وإهتمامه بشئون البلد. ربما كان ذلك أحد مصادر قوته وجرأته في المحاماة ومناصرة المسنين وتخصص طب المسنين. فلم يخشى على منصبه أو يخاف من أحد أو يطأطأ ليحصل مكسب وظيفي أو مالي.

كان شديد الإحترام للأقدمية والتسلسل الوظيفي -دون إفراط أو تفريط-. وكان يعالج كل إشكاليات فرق العمل بحكمة وحزم بدون أذى أو تسلط، مما ساهم في عدم تكرار المشاكل وفي نجاح فرق العمل ورعاية المرضى وسير العمل بسلاسة.

كات حريصا على إنشاء فرق بحثية بوضع خطة بحثية تنفذ في عدة رسائل علمية ماجستير ودكتوراة. ويوصل طلاب الدراسات العليا بمعارفه في الأقسام الأخرى لتيسير إجراء البحوث والفحوصات وجمع الحالات. مما قدم بعض التيسير على بعض طلاب الدراسات العليا.

وعلى الرغم من أنه كان ذو شخصية قد تبدو صعبة أو إنعزالية (ربما بسبب ظروفه الصحية)، إلا أنه كان رقيق القلب ورفيقا بمن يترأسه بل وحنونا على صغار المرؤوسين والضعفاء من المرضى ومقدمي الخدمات الصحية.


رحمة الله عليه
رحمة الله عليه فقد صمد عدة سنوات كرئيس للقسم برغم وجود صعوبات ليست بالقليلة. وتمكن من تطويره ودعم التخصص ووضع أسس للعمل الإكلينيكي والأكاديمي المنظم. وترك إرثا علميا وأدبيا وأخلاقيا في نفوس زملائه وتلاميذه ومرؤوسيه جعلهم يحزونوا لفراقه. ندعو له بالرحمة وبالمباركة في الثواب.

الاثنين، 22 يوليو 2019

تعمريات: مصطلحات - عيادة المسنين

في أحد أيام يوليو، زار صديقي د عمروسي أحد المرضى وكان مدرسا للغة العربية.
وقد إعترض على تسمية العيادة، "طب كبار السن".

وتم إعطائه فكرة عن المسميات المختلفة المستخدمة:
طب المسنين (رفض)
طب الشيخوخة (قال أسوأ)
طب المشايخ (صمت)
طب كبار المواطنين (رفض)

وإقترح تسمية "طب الآباء".

يوجد بوست قديم يناقش تلك الإشكالية.

يبدو أن الأمر يأخذ منحنى قصة جحا وولده والحمار.
لا يمكن إرضاء جميع الأذواق.
لكن يجب التوضيح للمسنين أن القضية ليست الإسم ولكن الرعاية.
فكبار السن لهم منا كل الإحترام والتقدير.

السبت، 20 يوليو 2019

تعليق عل مقالة خالد الشافعي عن الحياة العادية

نشر خالد الشافعي مقالة عن تغيير حياته بعد كسر بسيط في مشط القدم.
وما آلت إليه أوضاعه.

 ابو رجل مكسورة
رهيبة

في 18  مارس الماضي كنت خارجاً من المسجد بعد صلاة العصر، فاختل توازن جسمي؛ فسقطت فانكسرت قدمي.. 

- ذهبت للمستشفى وبعد عمل الأشعة تم تشخيص الحالة على أنها كسر في قاعدة المشطية الخامسة. 

- تم تجبيس القدم والساق حتى الركبة، وأخبرني الطبيب أن الجبس سيستمر من شهر ونصف إلى شهرين.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. !!! 
ما هذا الذي تقول ؟ مستحيل ، إنها مجرد طوبة صغيرة جاءت تحت قدمي ، فلم تصدمني سيارة ولم أسقط من مكان مرتفع.. 

- مساء نفس اليوم وبعد العودة إلى البيت بدأت تتكشف لي حقائق وتتتابع دروس وعبر ما كنت ألحظها ولا ألقي لها اهتماماً كثيراً.. 

- بدأتُ أكتشف أهمية قدمي للمرة الأولى في حياتي..!! وعظيم ما تقدمه لي من خدمات، وما تقوم به من أدوار لم أشعر بها قبل اليوم..!! 

- صار دخول الحمام مهمة تحتاج إلى تخطيط وتنسيق وترتيب وتركيز شديد جدا 

- الوضوء والصلاة وقضاء الحاجة صارت مهام تحتاج إلى ترتيبات خيالية وصعوبات بالغة ..!

- فجر اليوم الأول بعد الحادث ذهبت للحمام وبعد ما توضأت سقطت سقطة في الحمام، لا أعرف إلى الآن كيف نجوت منها ولله الحمد ، فهي سقطة كانت للموت أو الشلل.. 

- صرت لا أستطيع المكوث بمفردي في البيت فلابد من وجود من يقوم على خدمتي ورعايتي، ولم يعد بإمكان أفراد الأسرة اتخاذ قرارات خروجهم من البيت بمعزل عن هذا التغيير الذي حدث.. 

- صار  الحمام بعيداً جداً وشاقاً، وصار المطبخ في قارة أخرى ..!!

- لأول مرة أستوعب مشاعر من أقعده المرض ومشاعر كبار السن..!! وأتخيل من يعيش وحده وتتوقف حياته حتى يأتي من يخدمه ويساعده ويرعاه..!! 

- لم أكن أتخيل أبدا أهمية وخطورة قدمي أبدا لهذا الحد، فمجرد تعطل قدمي تعطلت حياتي كلها وتبدلت تماما..!! 

- في أحد الأيام كنت وحدي في البيت لوقت قصير ، فذهبت على مشّاية كبار السن على قدم واحدة إلى المطبخ، وصنعت لنفسي كوبا من الشاي ثم اكتشفت مفاجأة لم تخطر ببالي : كيف سأعود بكوب الشاي لكي أشربه أمام التلفاز ؟!! 
حيث اكتشفت أن العودة سيرا على قدماي بكوب الشاي في يدي .. نعمة عظيمة لم أنتبه إليها قط ..!! 

- طوبة صغيرة تحت قدمي بدلت برنامج  حياتي كله .. 

- ياسبحان الله .. خرجت من بيتي في الصباح ماشياً وعدت في المساء محمولاً على أكتاف أصحابي ..

- في يوم ٢ إبريل شعرت بألم رهيب في سمانة ساقي التي بها الكسر، فأسرعت في منتصف الليل للمستشفى وبعد فك الجبس وعمل الفحص والسونار تم تشخيص الحالة بأنها ( جلطة ) في الأوردة العميقة..!! وهي تحصل في حالات الجبس أحيانا نتيجة عدم الحركة..

- كان يتم حقني بحقنة في البطن لم يمر علي في حياتي شيء بهذا الرعب ، كنت أفكر في الحقنة التالية، والحقنة الحالية لم تخرج من جلدي بعد ..

- تم حجزي بالمستشفى ، ونتيجة لنوبة سعال أصابتني فقد حصل شك في أن الجلطة وصلت للرئة، فتم نقلي للعناية المركزة فورا ، وبدا أن طوبة تحت قدمي أمام المسجد تتحول إلى كابوس مرعب، وبدا أن كاتب بوستات العظات والعبر لغيره من الناس، يتحول لبوست فيه هو عبر عظيمة جدا ومدهشة..!

- بدأ شريط حياتي يمر أمام عيني وكان أكثر معنى مسيطر على خاطري ( هي النعم الكثيرة التي كنت أرفل فيها لما كنت في حياة عادية ) ، والندم على التفريط في كثير من الوقت الذي يضيع لا أقول أنه في معصية، ولكن بدون فائدة أخروية تنفعني يوم القيامة..! 

- بجانبي في غرفة الرعاية كان هناك وجوه يكسو ملامحها شبح النهاية ولا يفصلهم عن إسدال ستار حياتهم إلا فصل الأجهزة عنهم ،  حكايات تنتظر الخاتمة في أية لحظة..!! 

- على كل سرير حكاية كلها تفاصيل ودروس وأحلام ونجاح وفشل وخيبات أمل، ياليتني أستطيع كتابتها والتعبير عنها في هذه الأسطر القليلة .. ولكن العاقل يدرك ذلك بقلبه وحسّه الإيماني..! 

- في المستشفى الناس أنواع : مرضى وموظفون ، والمرضى أنواع : الميئوس من شفائهم ، ومن لا يخشى عليهم ، وأصحاب الأعراف بين الخوف والرجاء ،، 
والموظفون أنواع : طبيب له وضعه ومركزه بشهادة الطب بكل وجاهتها ، وممرضون يقومون بالعمل كله تقريبا لكن لن يعدوا قدرهم أبدا ، وعاملات النظافة تحكي نظراتهم ومشيتهم خيبة أملٍ في هذه  الحياة..

- في المستشفى يجتمع مريض توقفت حياته كلها وصار كل همه أن يخرج لبيته، وموظف يَعدّ مرضُ الناس بالنسبة له عمل وروتين، فتنتهي نوبته ويخرج لبيته بكل هدوء تاركاً وراءه مريضاً يحلم بأن يخرج لحياته كهذا الموظف..! 

- قضيت ليلتي في الرعاية تحت هجوم كاسح من وخز الإبر، فتعاطفتُ مع من يعيشون حياتهم بالإبر والأدوية والمسكّنات طوال السنين والأعمار، حقاً انهم مساكين، ولكن لهم الأجر العظيم على صبرهم..! 

- تم عمل أشعة بالصبغة على الصدر على أن نعرف نتائجها في الصباح 

- في الصباح كانت حياتي كلها متوقفة على كلمة الطبيب الذي راجع الأشعة ، دخل علي حاملا الأشعة .. وأنا في انتظار كلمة فارقة ..! 

- الأشعة .. سليمة والحمد لله : قالها الطبيب بكل بساطة؛ فانتهت في عقلي سيناريوهات مرعبة محزنة مؤلمة ..!

- كانت المعضلة هي أن القدم ما زالت مكسورة، لكن الجبس ممنوع بسبب جلطة الساق، وأن علاج الجلطة مقدم على علاج الكسر ، مما يعني أن العودة للمشي عليها سيحتاج لوقت أطول من الطبيعي.. يا الله، يا الله.. اللهم اشفني وعافني وجميع مرضى المسلمين .. 

- تورمت قدمي وتغير لونها بسبب عدم وجود الجبس 

- وبسبب الاعتماد على قدم واحدة أصبح هناك ألم رهيب في مفصل الحوض في القدم السليمة، وفي ركبة الساق السليمة 

- أصبحتْ يدي تؤلمني من ثقل الاعتماد عليهما وزاد وزني..! 

- وبسبب عدم الحركة لمدة شهر اختفت عضلة سمانة القدم المكسورة تقريبا 

- قرأت كثيرا عن ضعف الإنسان وذلته وهزيمته أمام بعض الأحداث، ولكن لم أعاين هذا الضعف كاليوم ، إصابة بسيطة يترتب عليها سلسلة تداعيات لا تنتهي ..

- أحلم باللحظة التي سأمشي فيها كأي شخص طبيعي، وأتذكر المنشور الذي كتبته : لما بتسأل أحد عن أحواله فيقول : حياة عادية، لا جديد..!!!!

-الحياة العادية هذه التي تنعم فيه هي نعمة عظيمة وقوية وكبيرة يا جماعة ، فاعتياد النعمة يخليك والله تنسى إنها نعمة، نعمة، نعمة... إذا تعرفوا عمق ومعنى هذه الكلمة ..!

-انتبه يامسلم ألا تفكر في قيمة النعم إلا لما تفقدها ، ( لإيلاف قريش ) يعني بيألفوا النعمة ويعتادوها فيفقدوا شعورهم بإنها نعمة، وفضل كبير من الله ، ولا يعرف قدرها إلا من فقدها وعاش ضدها..!! 

- السجن اللي أقعدني عن الحركة، والمرض الشديد اللي ذقته عرفوني معنى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " 
- اليوم يمر عليّ  ٣٥ يوماً لم تمس جبهتي الأرض ..!!! 
فأنا أتوضأ وأصلي في الفراش مستلقياً، لأني ممنوع حتى من الجلوس العادي ( اللي نحسبه عادي ) ، أكاد أُجن من شوقي لصلاةٍ أسجد فيها لله على الأرض، وأقف وأركع وأجلس كما كنت من قبل بشكل طبيعي، عادي ..!!!  

-يامن لا تصلي أو كسول عن صلاتك تذكر يوماً تضعفُ فيه بمرض أو حادث أو كسر، حينها تتذكر نعم الله عليك الكثيرة، ولكن قد يكون بعد فوات الأوان، إذن فالفرصة الآن متاحة لك بالتوبة والاستقامة والمحافظة رأس مالك.. الصلاة..!!

- "والابتلاء ألوان : ابتلاء للصبر ، وابتلاء للشكر ، وابتلاء للأجر ، وابتلاء للتوجيه ، وابتلاء للتأديب ، وابتلاء للتمحيص ، وابتلاء للتقويم"...!!!

- أعتذر لأمي عن هذا المنشور الذي سيبكيها والذي ستعرف منه أسرار مرضي والذي أخفيت معظمه عنها إلى اليوم حتى لا يتكدر خاطرها.. 

-الحمد لله على نعم الله التي لا تعد، الحمد لله، الحمد لله، رب ارزقني ووفقني لشكرها كما تحب وترضى يارب ..

- اللهم شفاء لا يغادر سقما يارب ..

رب اوزعنا ان نشكر نعمك ..

رب نسألك العفو ودوام العافية ..

مقالة 

🌹🌹🌹
عندما تعيش حياة عادية ..!
بقلم : خالد الشافعي

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

الجمعة، 12 يوليو 2019

تعمريات: تصنيف الدمنشيا كإعاقة

يستخدم التصنيف الدولي للإعاقة كمنظم لعمليات التصنيف.
وهو يصنف الدمنشيا كإعاقة عقلية.
http://apps.who.int/classifications/icfbrowser/

Code of dementia disability is b117 in the WHO international classification of disability

Under intellectual impairment
Together with down syndrome.

الأربعاء، 10 يوليو 2019

تعمريات: تأثير الدمنشيا على الفن

رسام لديه دمنشيا كان معتادا على رسم نفسه كل فترة 
الصور تظهر تدهور قدراته
ربما من المرض أو الأدوية









https://m.facebook.com/massoudab/posts/pcb.10156967864943283/?photo_id=10156967864803283&mds=%2Fphotos%2Fviewer%2F%3Fphotoset_token%3Dpcb.10156967864943283%26photo%3D10156967864803283%26profileid%3D521511183%26source%3D49%26refid%3D17%26ref%3Dcontent_filter%26_ft_%3Dmf_story_key.10156967864943283%253Atop_level_post_id.10156967864943283%253Atl_objid.10156967864943283%253Acontent_owner_id_new.788948282%253Athrowback_story_fbid.10156967864943283%253Aphoto_attachments_list.[10156967864693283%252C10156967864673283%252C10156967864668283%252C10156967864703283%252C10156967864803283]%253Astory_location.4%253Astory_attachment_style.album%253Athid.788948282%253A306061129499414%253A2%253A0%253A1564642799%253A3009350214557325086%26__tn__%3DEH-R%26cached_data%3Dfalse%26ftid%3D&mdp=1&mdf=1



الأحد، 7 يوليو 2019

تعمريات: ما هي أكبر صدمة تقابل المسنين عند دخولهم دور الرعاية

ردي عل سؤال من زميل:

*ضياع الخصوصية privacy
*عدم تحصيل توقعات الرعاية
المعاملة بثقافة القطيع
*صعوبة الرجوع لحياة ما قبل دخول الدار
*تآكل الذكريات المكانية
*تآكل رأسمال شبكة العلاقات الإجتماعية
*الحساسية المفرطة من سلوك طاقم الرعاية
* صعوبة تحقيق مطالبهم أو تمكينهم مثلا من زيارة طبيب أو حضور مناسبة إحتماعية

السبت، 6 يوليو 2019

طبيات: البوكاس POCUS

من نقاش مع زميل بطب الأشعة عن حق غير أطباء الأشعة في عمل فحص السونار.

 الزميل العزيز المحترم
ظهر في كل العالم فحص الPoint of care ultrasound
POCUS البوكاس
وهو فحص يستهدف الحصول على إجابات محددة لأسئلة يطرحها الطبيب المعالح وهو له ضوابط محددة ومعايير وaudit
وهو جزء من تدريب طلاب الطب في العديد من دول العالم الغربي.
وربما مع الزمن يغني عن إستخدام السماعة الطبية.
وفحص البوكاس له بوتوكولات معروفة ودراسات تدعمه وتوضح محاذيره.

طبعا فحص البوكاس لا يغني عن الفحص المعياري بالسونار.
لكنه يجيب على أسئلة محددة.
وبعض الأسئلة لا يستطيع الإجابة عليها.

ولا يمكن مقارنة البوكاس بالفحص المعياري للسونار.
ولكنه مثل تحليل سكر الدم بجهاز glucometer
Point of care lab test
ويختلف تماما في معاييره ودقته عن تحليل السكر بأجهزة أدق داخل المعمل.

وكل النظم الصحية تعترف بنظم التحاليل خارج المعمل.
ولا يخفى على أحد فوائدها الجمة وتيسيرها لتحسين بعض جوانب الرعاية الصحية في حالة إلتزام المعايير. وطبعا سرعة الإجابة على الأسئلة الإكلينيكية مهم للمريض والطبيب.
ونفس الشئ فيما يخص البوكاس.

وبشكل عام إختبارات point of care
سواء المعملية أو الخاصة بالأشعة مثل البوكاس أو فحص أشعة الصدر والعظام في عنابر المرضى، حسنت من الرعاية الصحية وقللت معاناة المرضى والأطباء وأحيانا قللت تكاليف الرعاية الصحية لاجابتها على الأسئلة المطلوبة مباشرة وإتخاذ قرار لحظي.
ندعوكم وكل زملاء المتخصصين في الأشعة، لدعم تحسين الرعاية الصحية بتطبيق وتعليم البوكاس.
وأحييكم على حرصكم الدائم على تطوير الممارسة الطبية لصالح المرضى.

الجمعة، 5 يوليو 2019

تعمريات: تدهور المسار المهني والتعمر

مقالة ممتازة
تتناول تدهور المسار المهني مع تقدم العمر.
وتقارنه مع تدهور مسار الإنجازات الرياضية عند اللاعبين الأوليمبيين كمثال.
وتطرح بعض الرؤى والحلول.
https://www.theatlantic.com/magazine/archive/2019/07/work-peak-professional-decline/590650/?fbclid=IwAR20jIjUg5mEHQWDDRkEVkORmBBEAWgWwCLuY1m-uCCF77p22AnsM-PT168

الاثنين، 1 يوليو 2019

طبيات: علق البرتكوش على الرقبة على ما يخف

"البرتكوش" لفظ إخترته للتعبير عن أي شئ أو تدخل ليس له قيمة يقوم به طبيب أو مواطن ليكسب وقت ولتهدئة المريض وأهله حتى يأخذ مرض ما وقته ومساره المرضي ويخف/يلتئم من نفسه.
هو يختلف عن الفنكوش، لأن من إخترع ويستخدم البرتكوش لا ينصب على الآخرين فلا يحصل منهم منفعة. أما الفنكوش فيحصل من وراءه نصب ومنفعة من الآخرين.
قد يقوم الأطباء أحيانا بممارسة البرتكوش مع بعض مرضاهم القلقين أو المصابين ببعض أنواع الجسمنة أو الهوس الصحي.
ربما أساور وعقود "الطاقة الخفية" هي نوع ذاتي من البرتكوش.
لربما البرتكوش له علاقة بالبلاسيبو Placebo effect المعروف عالميا.
وهذا نموذج من البرتكوش 
نشرها زميل طبيب على الفيسبوك

لا نلوم على الأناس البسطاء ممن لا حيلة لهم، ويجتهدون في التأمل والتفكير لإيجاد حلول لمشاكلهم.
في ظل تنامي تدهور قطاعات الصحة في العالم، متوقع زيادة إستعمال البرتكوشات. والله اعلم.

كم من برتكوش صنعته مافيات شركات الأدوية؟
كم من برتكوش صنعه رجال الإدارة على كل المستويات لعلاج مشاكل مستعصية؟
ربنا يصلح حال البشرية.

وفي كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء، أحد أطباء كبار القوم وقت العباسيين، كان يعلم أن أحد مرضاه في آخر مراحل المرض والحياة، لكن جاء بالهاون morter وأحضر أدوية وأعشاب وأمر بدقها بصوت عالي ليسمعها المريض في فراشه، ليرتاح نفسيا ما تبقى له من حياته.

وغير ذلك كثير عند الشعوب البسيطة في العالم كله.

تعمريات: إشكالية تضخم المعرفة الطبية.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3116346/

كان الطب بحار من العلم. ثم صار محيطات من العلم. ثم أصبح مجرات من العلم.
بالتأكيد البشرية ستفصل أشياء كثيرة من الطب. مثلما إنفصل طب الأسنان والصيدلة القرن الماضي.
مثلا سيتم فصل الرمد (مثلما تم في بعض كليات أسبانيا). وربما الجلدية وربما الأنف والأذن وربما النساء والولادة، في كليات ومعاهد عليا.
لكن الغرب مستسلم من ناحية تطوير هياكل تعليم الطب ويفضل إستيراد الأطباء ومحاولة تجميد نظم الرعاية الصحية على ما هي عليه.
حاليا التوجهات لتخفيف المواد الأكاديمية من تشريح وكيمياء حيوية وعلم أنسجة وفسيولوجي. ويتم زيادة جرعة التعليم والتدريب بالمستشفى.
لكن نظم التعليم الغربية تصر على مزيد من التخصص والتخصص الفوقي والتخصص الفوق فوقي. مع عدم مراعاة وجود أساس جيد من الممارسين العامين أو طب الأسرة أو ما يشابهها. مثل تجربة وزارة الصحة اليابانية في الإستفادة من كل الأطباء بغض النظر عن تخصصهم لعمل "طبيب الكاكاريتسوكي" Kakaritsuke Physician.
وفي نفس الوقت هل ستقوم الصين بريادة إعادة هيكلة التعليم الطبي؟ كما تقوم بريادة هيكلة أشياء كثيرة!
كان الله في عون أجيال الأطباء القادمة ومرضاهم.🌸🌺