المشاركات الشائعة

الجمعة، 1 فبراير 2019

تعمريات - ظاهرة الدمجيون - المسنين مرضى مزمنين أم المرضى المزمنين مسنين


شاهدت بوستر من وزارة الصحة السعودية في مول تجاري عن التطعيم، يضع صورة شخص يستخدم عصا للإشارة للمرضى المزمنين. الوزارة مشكورة تبذل جهود ممتازة لتحسين الرعاية الصحية للمسنين. وبرامجها في الرعاية الصحية الأولية للمسنين وفي الرعاية المنزلية أكبر وأفضل برامج على مستوى الوطن العربي في الكم والكيف. ولكن هذا البوستر أزعجني بشدة كطبيب مسنين. مغ كامل الإحترام والتقدير لصانعه ولحرص الوزارة على تفيل تطعيم المسنين ونشر الوعي بذلك.



المتأمل في البوستر قد يتساءل هل المسنين مرضى مزمنين أم المرضى المزمنين مسنين؟
الواقع هو أن المقصود هو الوهن/الخوار. ليس كل المسنين مزمنين وليس المزمنين كلهم مسنين.

سبب الخلط هو عدم إدراك الفئات الثلاثة العامة للمسنين:
*مسن نشط active
*مسن حساس vulnerable prefrail
*مسن واهن/خائر القوى frail

وهذا التقسيم مبني على النشاط الوظيفي/البدني. ونجد قديما في الكتب والمخطوطات، كثيرا ما نقرأ عن "الزمنى" أو "المزمنين". وكانوا فئة مجتمعية لها خصوصيات وتركت لهم الأوقاف لرعايتهم. غالبا هم يقصدون الواهنين frail وليس المسنين.
من الكامل في التاريخ لإبن أثير. ويلاحظ جمع الفئات الخاصة: النساء، الصبيان، الزمنى، المرضى، المشايخ، العاجزين.

نموذج آخر
يزداد الوعي بالحاجة لتدريب الممارسين الصحيين على أساسيات الرعاية الصحية للمسنين. لهذا تهتم منشئات الخدمات الصحية بتقديم برامج تطوير مهني مستمر عن صحة المسنين. وهذا مجهود مشكور يعكس إنتباههم ووعيهم بخصوصيات رعاية المسنين وحرصهم على زرع وتنمية تلك المهارات في ممارسيهم. بوستر إعلان عن دورة تدريبية عن رعاية المسنين. ولكن "الحلو ميكملش" فقد إختار مصمم البوستر شعار المُقعد على كرسي مدولب كرمز للمسنين. وهذا يعكس التنميط وإشكالية الدمجيون. صحيح أن جزء من المسنين مقعد على كرسي لكن هذه الفئة لا تمثل كل المسنين.

والله الموفق والمستعان

ظاهرة الدمجيون
في المزايا وفي الوصم؟ برغم حسن النية




فوق يسار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق