المشاركات الشائعة

الأربعاء، 8 أبريل 2020

تعمريات-عن تحديات تكوين "طبيب المسنين الأصلي"

دار نقاش مع بعض الزملاء عن تحديات تكوين "طبيب المسنين الأصلي "ودوره في رعاية الحالات الحرجة أثناء وباء/جائحة كورونا كوفيد-١٩ وهذا من بعض ما كتبته:
يحاول طبيب المسنين قدر إستطاعته تعليم غيره ما وصل له من المحترمين ممن قبله والإضافة عليه،

جزاه الله خيرا د إكرامي عن ما علمنا ويستمر في تعليمه عن التنفس الصناعي وعن المحاليل وغازات الدم وغير ذلك.
وتحفيز بدء إنتدابات خارج قسم طب المسنين، بأقسام القلب والصدر والرعاية المركزة.

وتحفيز أنشطة علمية كثيرة 
وتوفير الكتب الأساسية للناس، وتنمية التفكير العلمي ومحاربة الخرافات مثل zero PEEP. وغير ذلك.

وتسهيل تعليم السونار الPOCUS، 

وقد نمر بمرحلة يأس بعض الوقت، لأن ما يتم تعلمه لا ينقله من تعلم لغيره.

وقد يفيد التركيز في نقطة واحدة بقوة في كل مرحلة زمنية، مثل تنفيذ تدريب الairway management ويمكن القول بفضل الله أنه أضاف الكثير لرعاية المركزة لطب المسنين وبنى على خبرات السابقون، ورسخ لفترة زمنية ليست بقليلة أسس علمية ومهارات متعددة في التعامل مع المنفذ التنفسي. وتم تنفيذه مع زملاء عدة مرات.

القضية ليست مهارات يدوية فقط skills
القضية هي إكتساب وتعلم
Knowledge, skills and attitudes

وأزعم أن طبيب المسنين الحقيقي هو أفضل من لديه attitudes في الرعاية المركزة، لهذا يطالب بعض المتخصصين في الرعاية المركزة "بمسننة" او "عمررة" geriatricization of ICU. مقالات منشورة في مجلات محترمة (مرجع).

وتجد كبار خبراء وعلماء الرعاية المركزة يتكلمون عن housekeeping in icu يتحدثون عن التغذية وقرح الإنضغاط والوهن frailty والهذيان/الإختلاط، وأحسن من يقوم بتدبير ذلك هو طبيب المسنين "الأصلي".

وختاما، أنه في إحدى المستشفيات  الجامعية الخليجية تقابلنا مع رئيس قسم الرعاية المركزة الذي عاد لتوه من كندا بعد ما أخذ زمالة باطنة وزمالة رعاية مركزة من جامعة كندية محترمة، وبعد نقاش عدة حالات في morning report وتعليقات "أطباء مسنين أصليين"، 
جاء ذلك الإستشاري يناقشنا في بعض النقاط بعد الإجتماع، وقال أنه لما كان في كندا، كان رئيس قسمه عندما يحتاسوا في حالة ثقيلة متعددة المراضة ومش عارفين يبدأوا منين، كانوا يطلبون إستشارة طبيب مسنين، لأنه يعرف ترتيب الأولويات ولا ينشغل بال background noise. وقد طلب مرورنا على بعض حالات الرعاية معهم ولكننا إعتذرنا لكوننا بالفعل غارقين في عدة مهام. وذلك يماثل شهادات بالكفاءة  متعددةمن الزملاء بالرعاية المركزة بمصر من التخصصات المختلفة.

هذا ليس مدح ولا ثناء ولكن توضيح قيمة طبيب المسنين الأصلي الحقيقية وأهمية الرعاية المركزة في تكوينه، مع مراعاة ألا يكون أبدا ممن:
زرع في غير أرضه
بنى في غير ملكه
ربى في غير ولده

وندعو الله بأن يصلح حال قسمنا وتخصصنا وبلدنا.
والله الموفق و المستعان

شئ آخر أضيفه، أنه للأسف البعض من الزملاء الغير مدركين لروح رعاية المسنين والمرضى في الرعاية المركزة. فينظر إلى "أرقام" المريض مثل ضغطه ونبضه وأكسجينه، ويضبطها ببراعة شديدة بمعادلات وحساب جرعات بطرق معقدة. ولكنه لا ينظر للمريض ككل للأسف. وذلك قد يؤدي لعدم تحقيق قيمة مضافة حقيقية. ولا يدرك معنى الرعاية العقيمة ولا جودة الحياة. وهذه إحدى نقاط نقاط قوة طبيب المسنين "الأصلي".
والله اعلم

و بخصوص تكوين  "طبيبالمسنين الأصلي": اللي عايز يتعلم شئ، بيدور عليه لحد ما يلقاه.

يعني مثلا يحضر أحسن برنامجين لتعليم طب المسنين في العالم، ويقارنهم بالبرنامج اللي هو فيه، فيرى ما يتحقق فيه منهم، والناقص يضعه كهدف ويسعى لتحصيله.

وسأشرح مثلا بعض نقاط عدم قوة بعض برامج طب المسنين،
يعني مثلا طبيب المسنين الأصلي يتعلم علوم التعمر gerontology ويحتك مع ممارسين لعلوم التعمر مثلا عام الإجتماع وعلم النفس، التطبيقي وليس فقط في الإمتحانات. مثلا بحضور أيام علمية ومؤتمرات والعمل مع الباحثين والممارسين في تلك العلوم.

طبيب المسنين الأصلي، لازم حتما ولابد يكون قوي ومتين في الباطنة أو طب الأسرة وفي رأيي لابد يأخذ شهادة رسمية بذلك، بأي طريقة (مثلا دبلومة محلية أو زمالة أجنبية). وللأسف بعض الناس قد لا تدرك ذلك.

طبيب المسنين الأصلي، لازم يبقى قوي ومتين في طبنفس المسنين مثل الدمنشيا والهذيان والإكتئاب والقلق في المسنين. بحضور المؤتمرات والأيام العلمية والعيادات مع النفسية والجمعيات ذات الصلة من برنا ومن بر جامعة القاهرة والأزهر وغير ذلك.

طبيب المسنين الأصلي لازم يكون ممارس حقيقي للرعاية التلطيفية وعلاج الألم، ويسهل تعلم مبادئها في مصر.

طبيب المسنين الأصلي لازم يكون ممارس الرعاية الصحية المنزلية "الأصلية". يعني ليست: (يا دكتور إلحقني بابا تعبان).
الرعاية الصحية المنزلية الحقيقية هي فرع من الرعاية طويلة المدى، مخططة ومنظمة.

طبيب المسنين الأصلي عمره ما يمشي وراء شغل السوق ولا مصاصين الدماء من شركات الأدوية. ولا يستسلم أبدا.

طبيب المسنين الأصلي مثل رسول أو سفير أرسل لقوم جهلاء بالمعرفة في إتجاه محدد، عليه نشر رسالته، ومحاربة من سيقاوموه من عبدة أصنام الEBM وغير ذلك من الأصنام  مثل مراعاة "أرقام" المريض حتى لو أدى ذلك لإعاقة وفقدان جودة حياة المريض أو قدراته الحركية.

وكل ذلك يمكن توفيره للناس العادية في مصر بإمكانيات متواضعة.

ولا يخفى عليك، فشل النظم الغربية رغم تمويلها المالي الكبير. بسبب الخروم الكبيرة اللي فيها.
أكبر خرم أن الشركات تمتص الميزانيات، ويضيقوا على المرضى والممارسين الصحيين.

ربنا يصلح الحال ويفرجها علينا وعلى البشر.

وطبعا ذلك يحتاج وقت وجهد كبير وعمل مؤسسي غير موجود. فيمكن إستثمار بعض الوقت الجهد وقليل من المال فيها (كل واحد بحسب ما يتوافر له) على مدار سنوات، وستؤتي ثمارها بإذن الله تعالى.

وعلينا جميعا الإجتهاد في الطريق الذي نستشعر صوابه. المهم ألا نتشتت عن ان نكون "أصليين".
وطبيب المسنين الأصلي، يستطيع لو وجد نفسه في وسط الفضاء بطوله، يتصرف بنفسه. وهذا حال الكثيير من دول العالم. طبعا هناك أماكن تنتقي على الفرازة نوعية الحالات اللي تأخذها وصنغت عيادات أو وحدات بها MDT حقيقية ولكن مدى فاعليتها محدودة لأنها تخدم أعداد قليلة وكأنها تعزل نفسها في جزيرة صغيرة. والله اعلم



وقد أثبتت كورونا أن التواجد الجسدي يمكن الإستغناء عنه بشكل ليس بقليل بالاتصال المعرفي بالإنترنت وغير ذلك من وسائط الإتصال.

وسؤال يطرح نفسه عند محاولة مقارنة طبيب مسنين غربي مع طبيب مسنين غير غربي:
كم طبيب مسنين غربي يعرف في أصول الرعاية المركزة للمسنين؟

كم واحد غربي بمكنه أن يتصرف وقت العسرة؟ مثلا بدون سقوط المسن في خروم وفجوات الرعاية مثلا فشل وظائف التنفس، وتفادي أن يعطي  له ميعاد بعد ستة أشهر مع عيادة الصدرية؟

وكم غربي يمكنه أن يقوم بدور سفير معرفي أو رسول في مؤسسة ينضم للعمل لها كثير ممن لا يعرفون شئ عن طب المسنين. وبعد ذلك يصمد لمقاومة التغيير من ناحية الممارسين والإدارة وبل وأحيانا إستغراب وسخرية التخصصات الأخرى لحين "فهم روحه وروح أسلوب رعاية المسنين"؟

أعتقد الإجابة في صالح أطباء المسنين الأصليين سواء غربيين أو غير غربيين.
والله اعلم


وأيضا منظمة الصحة العالمية تتكلم كثيرا عن الإنفاق الصحي  الكارثي catastrophic health expenditure وحددت معايير لها لتقييمه.

وللأسف الدراسات تقول مثلا ان تخصص القلب من اكبر تخصص به إنفاق كارثي للأسف.

ستراجع كل دول العالم نفسها بعد كورونا وندعو أن ينعكس ذلك على تحسين نظم الرعاية الصحية لتحقيق أفضل خدمات للمرضى.
ربنا يصلح الحال


والله الهادي والموفق









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق