المشاركات الشائعة

الأربعاء، 29 أبريل 2020

تعمريات -فخ الأنبوب المعدة كخيار للتغذية الأنبوبية لحالات الرعاية المديدة

فخ أنبوب المعدة gastrostomy كخيار سهل كما يدعي البعض في التغذية الأنبوبية في حالات الرعاية المديدة مثل الشلل الدماغي وضمور الأعصاب والسكتات الدماغية والدمتشيا وغير ذلك.

في أرض الواقع كونه خيار سهل، فهذا إستثناء نادر. فالأغلب أنه يتحول لمشكلة أكبر مما قدمه من حلول، للأسف الشديد.

بعد معاينة حالات كثيييييرة ركبت أنبوب معدي، أؤمن أن أفضل شئ هو الأنبوب الأنف-معدي NGT NJT.

أهم سبب لتحوله لمشكلة هو تقاعص غالبية الجراحين وأطباء المناظير وأطباء الأشعة التداخلية عن تغيير الأنبوب المعدي والتعامل مع مشاكلها مثل إنسادها أو تسريبها أو العدوى حولها. وفي غالبية الحالات تجد صعوبة شديدة في توفير أنبوب بنفس المقاس جديد لتغييرها في ميعادها، حتى في الدول العربية. ورأيت الأسر ترسل لمعارفها بالغرب لإحضار الأنبوب المناسب.

يستهين البعض بتغييرها، ولكن نحن لا نتحدث عن الحالات العادية. 

وفي النهاية تجد المريض على "كتفك" ومطلوب منك أن  تعمل السحر وتتحايل على الجراحة أو المناظير أو الأشعة التداخلية. طالما أنت الذي نصحت بها أو أمرت بها.

أتذكر في إحدى المستشفيات الكبيرة جدا جدا بها ستة وحدات كبيرة للرعاية مديدة، وكانوا مخصصين دكتور مناظير نوبتجي كل يوم طوال الليل للتعامل مع مشاكل الأنابيب المعدية. ولم يتدخل في أي مرة، ولا حتى مرة واحدة في أي حل إشكالية أنبوب معدة في أي عيان، وكان يقوم بتأجيل الحالات لأي أسباب تافهة، للأسف. ويقوم بنفسه بتحويل كل أدوية المرضى للعلاج بالوريد أو ما لا يتوافر بالوريد، يعطى بالفم ويتم سد مكان الأنبوب أو التسريب ويعطي محاليل وريدية لبضغة أيام. فما بالنا بمحاولة حل المشكلة في وسط قوائم لست العمل الصباحية للمناظير أو الجراحة أو الأشعة التداخلية.

للأسف الأشعة التداخلية والجراحة والمناظير يتدافعون لتركيب أول أنبوب (عملية سهلة ودخلها كويس جدا ومجزي). ولكن كلهم يتقاعصون عن تغيير الأنبوب أو التعامل مع مشاكله. أعتقد أهم سبب هو إنخفاض الدخل مقابل إستهلاك وقت كبير وإشكاليات متعددة وربما مضاعفات وعدم رضا من الناتج النهائي من المرضى والأسر والرعاة.

الموضوع يحتاج نظام تأمين صحي يدعم تحمل المسؤولية ورقابة وتمويل جيد.

لكل ذلك أستنتج أن الأنبوب المعدي ليس خيار جيد.

ربنا يصلح الحال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق