المشاركات الشائعة

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

تعمريات-صعوبة تشخيص الأمراض في المسنين

🌸🌺
أتذكر عندما كنت نائب رعاية المسنين جونيور في بداية المشوار حوالي عام ٢٠٠٦ ود محمود رفاعي سنيور ود محمد ااسعدني مدرس مساعد الرعاية المركزة لطب المسنين، طلب نائب إستقبال الباطنة تحويل حالة حموضة الدم الكيتونية السكرية diab ketoacidosis لرعايتنا.
رحت شوفت الحالة، كان عنده هذيان وغير متعاون، بس كان قاعد على كرسي بعجل.
وكان إستقبال الباطنة مزدحم جدا وبه نائب الباطنة الجونيور دفعتي، الذي ظل يدفعني لأخذ الحالة، لأن المريض متعصب وأنها حالة DKA بسيطة-كما وصفها- وتحاليله مش وحشة والدنيا زحمة في الإستقبال.
المهم فحصت العيان بسرعة، وأخذته الرعاية عندنا "نفحصه براحتنا".
مجرد أما العيان نام وبنسحب له تحليل غازات المم ABG من شريان الفخذ، السرنجة جابت صديد.
وبطن العيان كانت حديد.
د السعدني كان رفيقا ولم يلومني ولم يوبخني، وتكلمت معي بهدوء أن أبلغ إستقبال الباطنة، فإدعوا عدم معرفتهم وزميلي الجونيور قال أنه يجهل الموضوع.
المهم عملنا للمريض كل الفحوصات وطلع إنسداد بشرايين الأمعاء وغرغرينة بالأمعاء سببت حموضة الدم mesenteric vascular occlusion & DKA.
ود السعدني حارب معنا أنا ورفاعي ونجحنا أننا ندخله العمليات في نفس اليوم وعاد العيان لرعايتنا مستقرا لكن على جهاز التنفس الصناعي، المنفسة.
وقد تم إستئصال جزء كبير من أمعاءه، في عينة الباثولوجي كانت أمعائه سوداء مثل الفحم.

للأسف مات المريض بعد عدة أيام ولكني كنت مرتاح الضمير. فقد قمنا بكل واجبنا تجاهه.

لا أنسى دعم د السعدني ودفاعه عن المريض ليحصل على حقه في فرصة الجراحة. فعندما طلب طبيب التخدير موجات صوتية على القلب، رفض د السعدني وقال أن المريض طوارئ وليس له تاريخ مرض قلبي وفحص قلبه سليم ورسم قلبه سليم. وكتب ذلك في تذكرة المريض ووقع عليه.
ربنا يكرم أستاذنا د السعدني وكل الزملاء المحترمين بقسمنا.
دمتم في طب المسنين مناصرين advocates للعيانين الغلابة وللنواب الغلابة.
🌺🌸

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق